موريتانيا فى 2018 ، بقلم : الحسين الحسن جينغ*

خميس, 2018-12-27 10:14

يعتبر عام  2018 ، عام تأهل موريتانيا لأول مرة لبطولة كأس الأمم الإفريقية ، و خروج  البلاد من الحداد الذي أغمق العام: الرحيل المفاجئ لاعل ولد محمد فال ، رئيس البلاد السابق طيلة الفترة الانتقالية في عام 2005. ،  أول من سلّم السلطة للمدنيين بعد 40 عامًا من الحكم العسكري.لقد قدم المنتخب الوطني "المرابطون" ، لأول مرة  منذ استقلال البلاد ، قبل 58 عاماً ، صورة ناصعة جديدة  لموريتانيا ، التي كافحت ، في السنوات الأخيرة ، من أجل الخروج عن التوهيم .

في هذا السياق ، استجابت البلاد هذا العام ، بدعوة من الأمم المتحدة لإعادة إطلاق السلام في الصحراء الغربية.

كما عقدت فى انواكشوط عدة اجتماعات إقليمية ودولية ، فعلى سبيل المثال في عام 2018 ، منتدى المجتمع المدني الأفريقي الذي أعقبه تنظيم الدورة الحادية والثلاثين للجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب، و التأمت قمة الاتحاد الإفريقي عاما واحدا بعد قمة جامعة الدول العربية ،كما استضافت نواكشوط مؤتمر  الساحل للشركاء والجهات المانحة للتنسيق من أجل تمويل برنامج الاستثمارذى الأولوية ، و تولت انواكشوط ،  قيادة قوة الساحل المشتركة ،و عين على رأسها الجنرال الموريتاني حننا ولد سيدي.

على الصعيد الاقتصادى ، تميزت سنة 2018 ، بإدخال العملة الورقية الجديدة مع القطع النقدية و تنفيذ الرؤية الجديدة للبلاد ، و هي الرؤية القائمة على" استراتيجية النمو المتسارع والرفاه المشترك " و البت فى اتفاق تقاسم إنتاج الغاز المكتشف على الحدود بين موريتانيا و السنغال .

هكذا أصبحت  موريتانيا تحت عيون المستثمرين، كما برهن على ذلك معرض الموريتانيد السادس ، الذى كان موعدا للشركات الراغبة في الاستثمار في البلاد ، هذا العام ،فانجذبت عمالقة الشركات البترولية : أكسون موبيل ، شل و توتال ، بي بي وابريتيش بتروليوم البريطانية ،كما أدخلت البلاد ،في أوائل عام 2018، إصلاحًا نقديًا عالميًا للتكيف مع آفاق الغاز.

فى الجانب السياسي فإن عام 2018 ، هو عام لم يتم فيه التعرف على خليفة الرئيس محمد ولد عبد العزيز ، مع ظهور مبادرات جهوية جديدة تدعو إلى مأمورية ثالثة ، و ظل الحديث مستمرا ، على الرغم من أن الدستور الموريتاني لا يجيز للرئيس مأمورية ثالثة .

و استمرت العلاقة متوترة بين السلطة والمعارضة خمسة أشهر قبل الانتخابات الرئاسية المزمعة 2019 ،، و خاصة مع التيار الإسلاموي ، المعارض الحقيقي للنظام الحالى، و مع ذلك فقد ضعفت المعارضة بسبب نفي ممولها المياردير محمد بوعماتو و احتجاز بيرام الداه اعبيد ، المرشح الذى حل ثانيا فى الانتخابات الرئاسبة الأخيرة ، كما أن العديد من الأحزاب المعارضة تواجه خطر الاختفاء ، وفقا لقانون حل الأحزاب السياسية التى تحرز أقل من 1 بالمائة فى الانتخابات التشريعية ، و هي الانتخابات التى سمحت لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية ، الحزب الحاكم بتعزيز هيمنته على الجمعية الوطنية ، ومع ذلك فإن المعارضة  أعلنت فى سنة 2018 مرشحا واحدا للرئاسة .

 

فى مجال حقوق الانسان فقد أشارت إلى موريتانيا بالأصابع ، منظمات حقوق الإنسان التى تندد بمجتمع غير متكافئ لا يزال فيه الاسترقاق قائما ، و استبعدت الولايات المتحدة الأمريكية موريتانيا من قانون "أغوا" الذى يوفر مزايا للبلدان الإفريقيةمن حيث الأفضليات التجارية و ذريعة واشنظن أن موريتانيا لم تقم بما فيه الكفاية فى مكافحتها للاسترقاق .

و لم يسمح اتفاق الشراكة مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا ، لمواطنى الدول الأعضاء فى المنظمة الإقليمية بالاستفادة من ظروف الإقامة المثلى ، و يشكو كثيرون من صعوبة الحصول على أذونات الإقامة و من المضايقات المستمرة ، من قوات الأمن .

 

 

*مدافع عن حقوق الإنسان