ﺃﺣﻼﻡ ﺩﻋﺎﺓ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﻣﺤﺾ ﺳﺮﺍﺏ / ﺃﺣﻤﺪﻭ ﻭﻟﺪ ﻣﺤﻤﺪﻥ ﺍﻟﻤﻠﻘﺐ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ

اثنين, 2019-01-07 20:10

ﺃﺗﻴﺢ ﻟﻜﺎﺗﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﻄﺮ ﻭﻫﻮ ﺑﻌﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻹﻋﺪﺍﺩﻳﺔ، ﺃﻥ ﻳﺤﻀﺮ ﻧﺪﻭﺓ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻧﻈﻤﺖ ﺑﺎﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻧﻮﺍﻛﺸﻮﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎﺕ ﺣﻴﻦ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ، ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺮﺧﺺ ﻳﻮﻣﻬﺎ، ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻻﺣﺘﺪﺍﻡ .
ﻛﺎﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺪﻭﺓ ﺷﻴﺦ ﻭﻗﻮﺭ ﻳﺤﻈﻰ ﺑﺎﺣﺘﺮﺍﻡ ﻭﺗﻘﺪﻳﺮ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﺑﺎﺧﺘﻼﻑ ﺃﻃﺮﻭﺣﺎﺗﻬﻢ ﻭﺗﻮﺟﻬﺎﺗﻬﻢ .
ﻭﻗﺒﻞ ﺍﺧﺘﺘﺎﻡ ﺍﻟﻨﺪﻭﺓ ﺣﺪﺙ ﺃﻣﺮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺘﻮﻗﻌﺎ .. ﺗﻘﺪﻡ ﺷﺎﺏ ﻣﻤﺘﻠﺊ ﺣﻤﺎﺳﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺼﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﻂ ﺍﻟﻤﺎﻳﻜﺮﻭﻓﻮﻥ ﻭﻗﺎﻝ : " ﻟﻦ ﻧﺒﺮﺡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺣﺘﻰ ﻳﺒﻴﻦ ﻟﻨﺎ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﻱ ﺗﻮﺟﻬﺎﺗﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ ﻭﺃﻳﻬﺎ ﻳﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ .
ﺿﺠﺖ ﺍﻟﻘﺎﻋﺔ ﻭﺳﺎﺭﻉ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻻﻧﺘﺰﺍﻉ ﺍﻟﻤﺎﻳﻜﺮﻭﻓﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﺏ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻮﻗﻮﺭ ﺿﺒﻂ ﺇﻳﻘﺎﻉ ﺍﻟﻘﺎﻋﺔ ﺑﺎﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﺪﻭﺀ، ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻗﺎﺋﻼ : " ﺃﻱ ﺑﻨﻲ، ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺄﻟﺖ ﻋﻨﻪ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺠﺪﺍﺭ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻟﻸﻣﺔ، ﻭﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺼﻮﻥ ﺟﺪﺍﺭﻫﺎ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ، ﻳﺘﻌﺮﺽ ﺟﺪﺍﺭﻫﺎ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ﻟﻠﺘﻬﺪﻳﺪ ﻭﺗﻀﻊ ﻣﺼﻴﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﻒ ﻋﻔﺮﻳﺖ ."
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻗﺪ ﻋﺮﻑ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺎﺕ ﺑﻐﺜﻬﺎ ﻭﺳﻤﻴﻨﻬﺎ ﻭﻻ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺣﺒﺎﻝ ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ ﺍﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺗﻴﺔ ﻭﻭﺳﺎﺋﻞ ﺗﻮﺍﺻﻠﻬﺎ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑـﻌﺠﺮﻫﺎ ﻭﺑﺠﺮﻫﺎ .
ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻠﺪﺍﻥ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻳﻮﻣﺬﺍﻙ ﻣﺘﻤﺘﻌﺔ ﺑﻤﻜﺎﻧﺔ ﺗﻨﻤﻮﻳﺔ ﻭﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻫﺎﻣﺔ، ﻟﻜﻦ ﻋﺪﻡ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﺑﻌﺾ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻟـ " ﺟﺪﺍﺭﻫﺎ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ " ، ﺟﻌﻠﻬﺎ ﻟﻸﺳﻒ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﺗﺠﺪ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﺮﻳﺴﺔ ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻌﺮﺍﺕ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ، ﻓﻬﺎﻧﺖ ﻗﻮﺓ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻬﺎ ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﻓﻲ ﻣﺮﻣﻰ ﻧﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺘﺮﺑﺼﻴﻦ ﻭﺍﻟﻄﺎﻣﻌﻴﻦ .
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﻴﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﻴﻦ، ﻭﻃﺒﻌﻬﻢ ﺍﻻﻓﺘﺘﺎﻥ ﺑﺎﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ﻭﺭﺍﺣﺔ ﺍﻟﺒﺎﻝ، ﻻ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﻟﺒﻠﺪﻫﻢ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮ ﻭﻻ ﺣﺘﻰ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺏ ﻣﻨﻪ ..
ﻭﺗﺤﻔﻞ ﺻﻠﻮﺍﺗﻬﻢ ﺑﺎﻟﻐﺪﻭ ﻭﺍﻵﺻﺎﻝ، ﺑﺪﻋﻮﺓ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ، ﺃﻥ ﻳﺪﻳﻢ ﻋﻠﻰ ﻭﻃﻨﻬﻢ ﺍﻟﻐﺎﻟﻲ، ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻭﻳﻤﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻭﺍﻟﺮﺧﺎﺀ .
ﺇﻧﻨﺎ ﻣﻄﺎﻟﺒﻮﻥ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻌﻪ ﻭﺑﻤﺎ ﻳﺘﺎﺡ ﻟﻪ ﻭﻟﻮ ﺷﻄﺮ ﻛﻠﻤﺔ، ﺑﺈﻏﻼﻕ ﻛﻞ ﺍﻟﺴﺒﻞ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﻱ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﺘﻌﻜﻴﺮ ﺻﻔﻮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻹﺧﻼﻝ ﺑﺎﻧﺴﺠﺎﻣﻪ ﻭﺃﺭﻳﺤﻴﺘﻪ .
ﻭﻳﺄﺗﻲ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻣﻦ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﻤﻞ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ، ﻭﻳﻜﺜﻒ ﺟﻬﻮﺩ ﺇﺷﺎﻋﺔ ﺭﻭﺡ ﺍﻷﺧﻮﺓ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ، ﻭﺍﻟﺘﺼﺪﻱ ﺑﺎﻟﺤﻜﻤﺔ ﻟﺪﻋﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻔﺮﻗﺔ ﻭﺍﻟﻔﺌﻮﻳﺔ، ﺗﺮﺳﻴﺨﺎ ﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻭﺍﻟﺘﻜﺎﻓﻞ ﻭﺍﻷﺧﻮﺓ ﻭﻧﺒﺬﺍ ﻟﻠﺘﻔﺮﻗﺔ ﻭﺍﻟﻐﻠﻮ ﻭﺍﻟﺘﻄﺮﻑ ﺑﻜﺎﻓﺔ ﺃﺷﻜﺎﻟﻪ .
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ، ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﺬﻛﻴﺮ ﺑﺎﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺗﻨﻮﻋﻪ ﻣﺼﺪﺭ ﻏﻨﻰ ﻻ ﺳﺒﺒﺎ ﻟﻠﺘﺠﺎﺫﺏ ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﺣﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﻏﻴﺮ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻲ .
ﻭﻻﺷﻚ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻌﺰﺯ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ ﺑﺎﻟﻮﻃﻦ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﻔﺨﺮ ﻟﻼﻧﺘﻤﺎﺀ ﺇﻟﻴﻪ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻃﺎﻥ، ﻫﻮ ﺍﻵﺧﺮ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻳﺮﺗﺒﻄﻮﻥ ﺑﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻭﻳﺤﻮﻟﻮﻥ ﺩﻭﻥ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺗﻬﺪﻳﺪ ﺃﻣﻨﻪ ﺃﻭ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭﻩ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺑﺬﻝ ﺍﻟﻐﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﻨﻔﻴﺲ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﻨﻤﻴﺘﻪ ﻭﺍﺯﺩﻫﺎﺭﻩ .
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺤﻮ، ﺃﻥ ﻳﻔﺨﺮ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺑﻤﻜﺎﺳﺐ ﺑﻠﺪﻩ ﻭﺇﻧﺠﺎﺯﺍﺗﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﻳﺸﻬﺪ ﺃﺯﻣﺎﺕ ﺣﺎﺩﺓ ﻋﺼﻔﺖ ﺑﺎﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ .
ﺇﻥ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺼﺪﻱ ﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻄﺮﻑ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﻟﺼﻴﺎﻧﺔ ﺍﻟﻤﻜﺎﺳﺐ ﻭﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻨﻬﺎ .
ﻭﻣﻦ ﺣﺴﻦ ﺣﻆ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﺗﻤﺘﻌﻪ ﺑﺮﺻﻴﺪ ﺩﻳﻨﻲ ﻭﺣﻀﺎﺭﻱ ﻛﺒﻴﺮ ﻳﺤﺚ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺃﻣﻮﺭ ﺃﺧﺮﻯ،ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺮ ﻭﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻭﻳﻨﻬﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺛﻢ ﻭﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ ﺃﻥ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻻ ﻳﺘﻢ ﺇﻻ ﺑﺄﻥ ﻳﺤﺐ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻷﺧﻴﻪ ﻣﺎ ﻳﺤﺐ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻭﺃﻥ ﻳﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻭﻳﺤﺬﺭ ﺗﺤﺬﻳﺮﺍ ﺷﺪﻳﺪﺍ ﻣﻦ ﺇﺛﺎﺭﺓ ﺍﻟﻔﺘﻦ ﻟﺨﻄﻮﺭﺗﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﻟﻐﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺿﺮ ﺍﻷﻣﻢ ﻭﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻬﺎ .
ﻭﻻﺷﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺼﺪﻱ ﻟﻤﺜﻴﺮﻱ ﺍﻟﻨﻌﺮﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﻗﻴﺔ ﻭﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﺑﻘﺪﺭﻣﺎ ﻳﺘﻄﻠﺒﻪ ﻣﻦ ﺣﻜﻤﺔ ﻭﺣﻮﺍﺭ ﻭﺇﺗﺎﺣﺔ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﻠﻤﻨﺨﺪﻋﻴﻦ ﺑﺎﻟﺸﻌﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﺔ ﻭﻣﺜﻴﺮﻳﻬﺎ ﻟﻠﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺭﺷﺪﻫﻢ، ﺑﻘﺪﺭﻣﺎ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﺍﻟﺼﺮﺍﻣﺔ ﻭﺍﻟﺤﺰﻡ .
ﻭﻫﻨﺎ ﻳﺘﻨﺰﻝ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺎﻥ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺎﻥ : " ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﺕ ﻭﻫﻨﺎﺕ ﻓﻤﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻔﺮﻕ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﻫﻲ ﺟﻤﻊ ﻓﺎﺿﺮﺑﻮﻩ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ ﻛﺎﺋﻨﺎً ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ."
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : " ﻣَﺜَﻞُ ﺍﻟﻘَﺎﺋِﻢِ ﻋَﻠَﻰ ﺣُﺪُﻭﺩِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻭَﺍﻟﻮَﺍﻗِﻊِ ﻓِﻴﻬَﺎ، ﻛَﻤَﺜَﻞِ ﻗَﻮْﻡٍ ﺍﺳْﺘَﻬَﻤُﻮﺍ ﻋَﻠَﻰ ﺳَﻔِﻴﻨَﺔٍ، ﻓَﺄَﺻَﺎﺏَ ﺑَﻌْﻀُﻬُﻢْ ﺃَﻋْﻼَﻫَﺎ ﻭَﺑَﻌْﻀُﻬُﻢْ ﺃَﺳْﻔَﻠَﻬَﺎ، ﻓَﻜَﺎﻥَ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻓِﻲ ﺃَﺳْﻔَﻠِﻬَﺎ ﺇِﺫَﺍ ﺍﺳْﺘَﻘَﻮْﺍ ﻣِﻦَ ﺍﻟﻤَﺎﺀِ ﻣَﺮُّﻭﺍ ﻋَﻠَﻰ ﻣَﻦْ ﻓَﻮْﻗَﻬُﻢْ، ﻓَﻘَﺎﻟُﻮﺍ : ﻟَﻮْ ﺃَﻧَّﺎ ﺧَﺮَﻗْﻨَﺎ ﻓِﻲ ﻧَﺼِﻴﺒِﻨَﺎ ﺧَﺮْﻗًﺎ ﻭَﻟَﻢْ ﻧُﺆْﺫِ ﻣَﻦْ ﻓَﻮْﻗَﻨَﺎ، ﻓَﺈِﻥْ ﻳَﺘْﺮُﻛُﻮﻫُﻢْ ﻭَﻣَﺎ ﺃَﺭَﺍﺩُﻭﺍ ﻫَﻠَﻜُﻮﺍ ﺟَﻤِﻴﻌًﺎ، ﻭَﺇِﻥْ ﺃَﺧَﺬُﻭﺍ ﻋَﻠَﻰ ﺃَﻳْﺪِﻳﻬِﻢْ ﻧَﺠَﻮْﺍ، ﻭَﻧَﺠَﻮْﺍ ﺟَﻤِﻴﻌًﺎ ."
ﻫﻜﺬﺍ ﻳﻜﻮﻥ ﺗﺮﺳﻴﺦ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺗﺪﻋﻴﻢ ﺍﻟﻠﺤﻤﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﺑﺜﺒﺎﺕ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺴﺎﻋﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺇﺛﺎﺭﺓ ﺍﻟﻨﻌﺮﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﻗﻴﺔ ﻭﺑﺚ ﺍﻟﺘﻔﺮﻗﺔ ﺑﻨﺸﺮ ﺧﻄﺎﺏ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻨﻒ، ﻭﺍﺟﺒﺎ ﺩﻳﻨﻴﺎ ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ ﺣﻀﺎﺭﻳﺔ ﻗﺼﻮﻯ، ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻭﺍﻟﺒﻼﺩ ﻣﻦ ﺃﻳﺔ ﻣﺨﺎﻃﺮ .
ﺇﻥ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﻨﺒﻴﻠﺔ ﻣﻤﻜﻦ ﻭﻗﺎﺩﻡ ﺑﺤﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺣﻴﻨﻬﺎ ﺳﻴﺪﺭﻙ ﺍﻟﻤﻐﺮﺩﻭﻥ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺴﺮﺏ ﺃﻥ ﺃﺣﻼﻣﻬﻢ ﺍﻟﺪﻧﻴﺌﺔ ﻣﺤﺾ ﺳﺮﺍﺏ