نجاحات المسيرة / المصطفى أحمد معاوية

خميس, 2019-01-10 16:45

مسيرة الأربعاء ، فرصة ثمينة بعث من خلالها الرئيس محمد ولد عبد العزيز "رسالة قصيرة" و مباشرة مفادها أن موريتانيا تسع الجميع بعدالة مكفولة ، و أنه لا مجال لإقصاء أي كان ، فأبناؤها متساوون أمام القانون ، و حرص الرئيس فى رسالته على  أن يبلغ دعاة التفرقة المتمترسين خلف وسائط الإعلام ، أن الطريق مسدود أمام نياتهم السيئة ، و أن موريتانيا ستظل محصنة فى وجه من يضمر لها الشر ، بمحاولة فك الارتباط الوثيق بين مكوناتها العرقية ، من خلال بث الشائعات و الدعاية السوداء .

 

نجح رئيس الجمهورية فى إيصال رسائل أخرى ، عندما احتشد الآلاف من الموريتانيين بمختلف مكوناتهم ، فى مسيرة وطنية تتفق فى هدف واحد : الالتحام لصد دعاة الكراهية و التطرف ، نجح كذلك فى استنهاض همم هذه الجماهير ، التى خرجت مبكرة مستجيبة لنداء الوطن ،  و من خلالها استحث باقى الشعب الموريتاني لاستلهام ماضى هذه البلاد الذى ميزها بالوحدة ، و مساهمة كافة أبنائها بمختلف أعراقهم فى البناء الوطني ، و للاغتباط بحاضرها الذى تنعم فيه بالهدوء و الاستقرار ، فى وقت اضطربت فيه- للأسف -  كيانات دول عربية، بفعل القلاقل و الاضطرابات ،   و لاستشراف مستقبلها ، الذى يفرض علينا التعايش سويا ، و إفشال كل ما من شأنه المساس بالوحدة الوطنية ، أيا كان مصدره ، و مستوى نفوذ متبنيه .

 

نجح الرئيس محمد ولد عبد العزيز فى لفت انتباه شعبه إلى أن التعليم سبيل الرخاء ونافذة الوعي المتاحة للكل ، و متى  احتاز المواطن مستوى تعليميا لائقا ، أمكنه بجدارة أن يصمد فى وجه من يلهثون وراء نوازع التفرقة ، و يتخذونها مطية للاسترزاق و الارتماء فى أحضان الأجنبي .

 

 نجح الرئيس ولد عبد العزيز فى تذكير هاؤلاء بأن السلطات المختصة ، و قوات جيشنا الجمهوري سيقفون بالمرصاد سدا منيعا ضد من يتخفى خلف وسائط الاتصال ، لينفث سموم التفرقة و التشرذم ، و يدغدغ مشاعر من يتقاصر بهم الفهم ، ومن يستغلون عواطفهم ، و كأنهم" المنقذ ".

 

نجح الرئيس ولد عبد العزيز فى تذكير المتنورين من أبناء الوطن بأن موريتانيا جمهورية إسلامية ، و ستبقى كذلك ، فى إشارة واضحة إلى أن من لا يلتزم بتعاليم الشرع لا مكان له فى موريتانيا ، و أن الدين الإسلامي باق دينا للدولة و الشعب ، كأقوى وشائج الأخوة ، و كعامل وحدة ، و أن التمسك بتعاليمه كفيل  بالتخلص من كل فكر لا يمت إلى الوحدة بصلة . 

نجح الرئيس محمد ولد عبد العزيز فى التأكيد من جديد على أن البلد ديموقراطي ، فيه تصان الحريات العامة بما فيها حرية الصحافة ، لكن ذلك لا يعني -وفق رئيس الجمهورية -ترك الحبل على الغارب للنيل من ثوابت الوطن التى يتصدرها الحفاظ على وحدة أبنائه ، وأن القانون الموريتاني يجرم دعاة التمييز ، مهما كانت وسيلتهم لذلك .

نجح رئيس الجمهورية فى إظهار بعض المعارضين لنظامه ممن قاطعوا المسيرة ، بل و قادوا دعاية مغرضة ضدها ، نجح إذا فى إظهارهم فى ثوبهم " الحقيقي" ، بأنهم لا يعيرون اهتماما ، لمثل هذ التظاهرات الخاصة بشأن وطني جامع ، يشكل التثاقل عنه خطأ لا يغتفر !

و أخيرا نجح الرئيس محمد ولد عبد العزيز ، فى تبديد شكوك البعض، فى ظرف مناسب ، فجاءت رسائله مؤكدة التزامه بأنه لن يترشح لمأمورية ثالثة ، فى تكذيب لمن أشاعوا ، عن "سابق إصرار" ، أن المسيرة مسيرة حملة لمأمورية ثالثة ، و كأنه يرد على هاؤلاء ، ردا قاطعا ، أنه لا تراجع عن التزامه بهذا الشأن .

 

و إذا كانت هذه المسيرة قد حققت نجاحات أخرى ملموسة ، تضاف لسجل الرجل طيلة عشريته ، فى تأمين البلاد خارجيا ، و توسيع البنى التحتية ، و منشآت الصحة ، و لامركزية خدمات الصحة من خلال تزويد مستشفيات الداخل بكافة التجهيزات و الطواقم الصحية ، و القضاء على العشوائيات ، و تزويد جزء غير قليل منها بخدمات الماء و الكهرباء ، إذا كان الأمر كذلك ، فإن قطاع التعليم -بدون شك - استبشر منتسبوه خيرا و هم يستمعون إلى رئيس الجمهورية ، فى فقرات من خطابه القيم ، حيث أحرز قصب السبق ، ليؤكد  أن التعليم يبقى السبيل الوحيد لرقي الأمم ، لالتحامها ، لتكافؤ الفرص بين أبنائها ، لاندحار دعاة التفرقة والكراهية ، ولعلها التفاتة كريمة من رئيس الجمهورية لقطاع حيوي فى أمس الحاجة لذلك .