الوكالة الوطنية لسجل السكان والوثائق المؤمنة : حلم تحقق !/ محمد يحيى معاوية *

سبت, 2019-01-19 19:58

ظل الحلم بنظام بيومتري للوثائق المدنية فى موريتانيا ،ضربا من المستحيل ، قبل أن يتحول إلى إنجاز ملموس جسده إنشاء الوكالة الوطنية للسجل السكاني والوثائق المؤمنة ، قبل ما يقارب عقدا من الزمن ، هذا المشروع العملاق ، الذى رأى النور بفضل إرادة سياسية ، و بصيرة عميقة وثاقبة  لرئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز ، الذى سجل له التاريخ - ضمن ما سجل و يسجل من إنجازات كبيرة ماثلة للعيان - تلك الإرادة السياسية الصادقة و التصميم على إصلاح حالة مدنية ، ظلت لحقبة طويلة رهينة للفوضى ، خارجة على القانون ، فاقدة للضوابط ، حتى لم يعد إصدار وثائق الحالة المدنية معروف جهة الاختصاص المؤهلة و اختلطت المسؤوليات ! و اليوم و بعد مرور ثماني سنوات على انطلاق هذا المشروع الهادف إلى رقمنة الوثائق الشخصية ، سبيلا لضبطها ، و توثيقها ، بلغ عدد المقيدين فى سجلات الوكالة أكثر من ثلاثة ملايين  و نصف ، و هكذا تم تأمين  بطاقات التعريف ، و جوازات السفر و تم إصدار مستخرجات الازدياد بشكليات غير قابلة للتزوير ، خلافا لما كان قائما ، و عممت مراكز التقييد على عواصم البلديات ، كما تم فتح مراكز حدودية للعبور  و فى المطارات وزودت بأحدث الوسائل و المعدات الضرورية لضبط حركة الأشخاص .

و إسهاما من الوكالة فى النهضة التنموية الشاملة للبلاد ، منذ أن استلم رئيس الجمهورية ، السيد محمد ولد عبد العزيز مقاليد الحكم ، و بشراكة مع وزراة الشؤون الإسلامية ، تم تنظيم قرعة الحج لأربعة مواسم متتالية وذلك بطريقة عملية شفافة و معلنة ، كما زودت الخزينة العمومية بقاعدة بيانات شخصية لموظفى ووكلاء الدولة ، مكنتها من ضبط الرواتب و الوقوف فى وجه فوضى ازدواجيتها .

 ومواصلة منها لمهام الضبط ، تولت الوكالة الوطنية للسجل السكاني و الوثائق المؤمنة ، منذ بعض الوقت إصدار البطاقة الرمادية فى حلتها الجديدة المرقمنة ، وفق معايير دولية ، مما مكن بدوره من ضبط جمركة السيارات ، أما إنشاء الوكالة للنظام المعلوماتي البيومترى ، فقد كان نقلة نوعية توضع فى متناول مصالح الأمن و قطاع العدالة ، لتسهيل عمل القطاعين ، في مجالات اختصاصهما بالرجوع إلى قاعدة البيانات هذه . تلك أمثلة من الإنصاف أن نسردها ، تثمينا للنجاح الباهر ، الذى حققته و تحققه الوكالة الوطنية لسجل السكان والوثائق المؤمنة ،  بعد أن تولت مهمة ليست بالسهلة ، كما يعتقد البعض خطأ ، تلك المهمة التى  عهدت بها إلى أطر أكفاء من حملة الشهادات الجامعية العليا ، ما بين مسيرين و مهندسين أثبتوا يوما بعد يوم أنهم أهل لتولى مثل هذه المهام ، ، و أجدني شخصيا مغتبطا بأننى ضمن من ساهموا ، من مقام معلوم ، في إنشاء قاعدة بيانات مؤمنة بنظام بيومترى فريد فى المنطقة ، و كلي يقين أن الخطوات الموفقة التى قطعت حتى الآن فى عهد الإدارة الجديدة كفيلة بتحقيق نجاحات أخرى و إنصاف من ينتظر الإنصاف ، ممن تفانى فى تقديم الأفضل وفاء لوطنه و إثباتا لأهليته .

 

 

 

  *محمد يحيى ولد معاوية مسير إدارة ، رئيس مركز امباني بولاية لبراكنة .

ملاحظة : نشر هذا المقال على الرابط ،   eljisser.info/node/6279   و نعيد نشره مع بعض التغييرات ، لذا لزم التنوية