المشرف التربوي : ثنائية الحق والواجب / محمد عمر ولد أباه الشيخ سيدى*

جمعة, 2019-03-01 10:58

إن الوعي بالترابط بين ثنائية الحق والواجب يبقى سلوكا لا غنى عنه سبيلا لأن نقيس بميزان الصدق والعدل ما لنا و ما علينا، في هذا الإطار ،أعتقد أنه من الضروري أن نقوم بتقييم ذاتي للواجب الذي يتحتم علينا القيام به و من ثم نطالب بحقوقنا كاملة غير منقوصة.، ترى ماذا يتوجب علينا نحن المشرفين التربويين اتجاه منظومة تعليمية تؤكد كل المؤشرات أنها بحاجة ماسة إلى الرعاية و التوجيه و النقد الإيجابي المستنير ؟ إنه من الواجب علينا : - المشاركة الفاعلة في رسم السياسة التعليمية بالبلد و تنقيحها و تطويرها ، - إعادة صياغة الغايات والمرامي والأهداف الكبرى لمنظومتنا التعليمة وفق مقتضيات عصر المعرفة، - وضع تصور شامل و ناجع للمنهاج التعليمي الذي يتجاوز مجرد المقرر الدراسي إلى كل الجوانب المتعلقة بالوسائل وطرق التدريس والأهداف والتقويم والتخطيط من أجل التطوير أو إعادة البناء، وعلى المختصين منا في بناء المناهج تحويلها من مجرد مادة علمية مبثوثة في المراجع والمصادر إلى مادة تعليمية، سهلة ،قابلة لأن تقدم عبر وسائط تعليمية بسيطة تمكن من الوصول إلى الأهداف المعلنة، - ترسيخ ثقافة التقويم و استغلال مؤشراته من اجل التعليم والتعلم، - اعتماد التقويم الذاتي للأداء و جعل نواتجه رافعة تحفزنا لتحقيق نتائج أفضل، - العمل على تطوير كفاءاتنا من خلال البحث والتكوين الذاتي سبيلا للإعلاء من دورنا كمشرفين و خبراء و مختصين في مجال هام و حيوي، - تسويق و ترويج رسالتنا عن طريق إثبات الدور الفاعل لعملية التأطير و الإشراف التربويين، - الانضباط التام والصرامة في العمل مع الحضور في قلب العملية التعليمة - التعلمية. هذا هو واجبنا و بتأديته على الوجه الأكمل يحق لنا أن نمد أيدينا للحقوق المعنوية أولا و الامتيازات المادية ثانيا، فحين نؤدي الواجب ، سنصبح فئة مهنية يحسب لها حسابها ،و يصعب تجاهلها أوتهميشها ، إن النضال النقابي و درجة الحماس العالية و التضحية الكبيرة لن تؤتي أكلها ما لم نكن واعين بأن مجرد التلويح بالأدوات التقليدية و الإجراءت السطحية لا يخيف ظالما و لا يرد حقا لمظلوم ، كما أن الاستكانة و التعويل على أصحاب النيات الحسنة و سرد لوائح التظلم وتقديم المقارنات هو الآخر لن يجدي شيئا في سبيل استرجاع حقوق ضائعة، فما عهدنا اليوم بعهد يعول فيه على المسكنة و الاستجداء . إنه - على رأي البعض- عهد إغلاق المنظمات الخيرية ، و زمن ضياع الأيتام على مأدبة اللئام. إن استراتيجية التصدي تمر حتما بمستويات ثلاثة هي: - أداء الواجب مشفوعا بعملية تحسيس واسعة ؛ - المناصرة و حشد الرأي ؛ - اتخاذ الطرق المسموح بها قانونيا من أجل تحقيق المطالب المشروعة.

 

* خبير فى تقويم السياسات التعليمية