البعثات الدبلوماسية الموريتانية تبذل جهودا مضنية فى خدمة جاليتنا فى الحرج

ثلاثاء, 2020-05-12 20:55

قامت البعثات الدبلوماسية الموريتانية في الخارج بجهود معتبرة لصالح مواطنينا في الخارج في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها العالم جراء تفشي وباء كورونا المستجد.

وقد عملت هذه البعثات على تنفيذ توجيهات فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الرامية إلى ضرورة مواكبة أفراد جاليتنا والعمل على التخفيف من معاناتهم في ظل الظروف الراهنة وما يطبعها من إجراءات شملت إغلاق المنافذ الحدودية وإعلان حالة الطوارئ الصحية.

وفي هذا الإطار أطلقت السفارة الموريتانية في العاصمة المغربية الرباط عملية تكفل وإيواء للمرضى ومتابعي العلاج بمختلف المستشفيات المغربية في إطار جهود المواكبة والمؤازرة لمواطنينا في الخارج في ظل انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد. وقد استفاد من هذه العملية منذ انطلاقتها في 25 أبريل الماضي وحتى الآن أزيد من مائة شخص من فئة المرضى ومرافقيهم.

وتضمنت عملية التكفل إيجار شقق ومنازل للسكن ومدها بالمؤن الغذائية التي تحتاجها ساكنة هذه المنازل، و تحمل الإيجار وتوفير الإعاشة للأفراد الذين يعانون من ظروف مادية صعبة، و قد مكنت هذه العملية من تقديم مساعدات لحوالي 180 مواطنا من بينهم 100 مريض من الفئات الأكثر احتياجا.

هذا وتواكب السفارة من خلال خلية متابعة تم تشكيلها لهذا الغرض، برنامج التكفل بالمرضى ومتابعي العلاج وتعمل على الاستجابة والتعاطي مع مختلف الحالات التي تستدعي المساعدة.

وقد أدى القائم بالأعمال في سفارتنا في المملكة المغربية، السيد محمد مولود ولد محمد سالم رفقة رئيس وأعضاء خلية المتابعة زيارات للمنازل التي وفرتها السفارة للتكفل بالمرضى، حيث اطلع على ظروف إقامتهم وأبلغهم تحيات فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، وحرصه على متابعة أوضاعهم والعناية بهم.

و أوضح القائم بالأعمال في السفارة، أنه تم منذ اللحظة الأولى لظهور هذا الوباء إنشاء خلية يقظة ومتابعة على مستوى السفارة وتوفير أرقام هاتفية للاتصال من أجل مواكبة سريعة.

وقال إن السفارة شرعت فور إعلان وزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج عن تقديم مساعدة للمرضى في الخارج في تنفيذ برنامج كانت قد أعدته سلفا يتضمن التكفل بالمرضى والعالقين في المملكة المغربية .

وأشار إلى أن البرنامج تضمن توفير السكن والإعاشة لأغلب المرضى خاصة في مدينتي الرباط والدار البيضاء، و تحمل الإيجار عن بعض الحالات و توزيع سلات غذائية و تقديم مساعدة نقدية لبعض الحالات .

ونبه إلى أن السفارة تحرص على الاتصال بالمواطنين ومتابعة حالتهم الصحية، مشيرا إلى أن جاليتنا في المملكة المغربية لم تسجل فيها حالة إصابة بهذا المرض.

وأشاد بحسن تعاون السلطات في المملكة المغربية مع السفارة، مطالبا كافة أفراد الجالية بضرورة احترام الإجراءات المتخذة من طرف السلطات هناك والتقيد بقواعد السلامة الصحية وضوابط الحجر الصحي.

‏وفي الجمهورية التونسية أوضح سعادة السفير دمان ولد همر أن السفارة قامت بإجراءات لصالح الرعايا بدأتها بحصر وتسجيل العائلات الموريتانية الموجودة في تونس والتي تبلغ ١٠٩ عائلة مكونة من ٣٠٠ شخص تقريبا.

وأشار إلى أن السفارة قامت كخطوة أولى بدفع الإيجار عن ٩٩ من هذه العائلات نظرا لعدم توفر الأماكن الصالحة للإيجار التي تتسع لمثل هذا العدد، كما قامت بإيجار عمارة لائقة مكونة من ثماني شقق كبيرة لإيواء عشرة عائلات من ذوي الظروف المادية الصعبة.

وقال إن السفارة عملت على تزويد جميع العائلات بما يلزم من مواد الإعاشة لمدة شهر كما قامت بشراء الأدوية لبعض المرضى العاجزين ووفرت سيارات مرخصة تتحرك في أوقات الحظر لنقل المرضى إلى المراكز الصحية إذا دعت الضرورة، مشيرا إلى أن السفارة قامت بتشكيل لجنة طوارئ تقوم بمتابعة أوضاع الرعايا والتدخل عند الحاجة.

وفي السنغال تم التكفل بمواطنينا العالقين في مدينة روصو السنغالية و العاصمة داكار، حيث شكلت سفارتنا في دكار لجنة للإشراف على مستوى السفارة برئاسة سعادة السفير شيخا ولد النني، لمتابعة مواطنينا العالقين في دكار و في منطقة النهر والتكفل بهم وتقديم كل الدعم والمساعدة لهم في هذه الظرفية الخاصة.

و وضعت سفارتنا في دكار خطة للتعاطي مع مواطنينا العالقين تركز على إقناعهم بالذهاب إلى مدينة سينلوي حيث وفرت السفارة مستلزمات الإعاشة لهذه المجموعة التي يبلغ عددها ما بين 80 إلى 100 شخص ينتظرون العبور منذ قرابة شهر، وإعطاء الأولوية لمواطنينا المرضى في دكار ومرافقيهم اللذين يقدر عددهم ما بين 90 إلى 102.

ومن أجل تنظيم أفضل لهذه العملية وضعت السفارة استمارة معلومات مفصلة حول المواطنين الذين تم إحصاؤهم في كل من مدينتي داكار وروصو السنغالية.

وفي هذا السياق أوضح سعادة سفيرنا في السنغال، السيد شيخا ولد النني، أنه في إطار اهتمام رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، وحكومته بالجاليات في هذا الظرف الخاص وبعد إغلاق الحدود قامت السفارة الموريتانية في السنغال بإحصاء العالقين في داكار ومدينة روصو السنغالية.

وقال إن عمليات الإحصاء هذه تم في إطارها تسجيل 300 شخص وبعد التدقيق تم التأكد من أحقية 133 مواطنا في دكار و 132 مواطنا في روصو السنغالية في عمليات الإيواء والتكفل، وذلك بعد فحص ملفاتهم ووثائقهم.

وأشاد سعادة السفير بالمساهمة المتميزة التي قامت بها جاليتنا في السنغال ممثلة في رئيسها السيد احماده ولد أبوه، في عمليات إحصاء وتحديد مواطنينا العالقين في السنغال.

وأشار إلى أن لجنة الإشراف واستجابة لرغبة عدد من المعنيين في داكار ونظرا لظروف متعددة قررت تبني فكرة توزيع مبالغ مالية على كل فرد بعد التأكد من أحقيته، أما بخصوص مواطنينا في مدينة روصو فقد أشار السفير إلى أن السفارة تحملت تكاليف سفر 26 طالبا إلى كل من مدينتي داكار وسينلوي حسب تعليمات السلامة التي تنص على أن لا يتجاوز عدد الركاب 4 في كل سيارة.

ونبه إلى أن المواطنين العالقون الذين اختاروا البقاء في مدينة روصو والبالغ عددهم 106 أفراد تم تقديم إعانات غذائية مختلفة لهم وبكميات معتبرة، مشيرا إلى أن جاليتنا في السنغال لم تسجل فيها- ولله الحمد- أي إصابة بهذا المرض .

وأشاد بتعاون السلطات السنغالية مع السفارة على كافة المستويات الشيء الذي يعكس عمق العلاقات المتميزة بين البلدين والتي تتعزز باطراد تحت القيادة النيرة لقائدي البلدين فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني وأخيه فخامة الرئيس ماكي صال.

وقد عبر مواطنونا العالقون في هذه الدول عن جزيل شكرهم وعظيم امتنانهم لفخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، على هذا الدعم المادي والمعنوي الذي تلقوه في وقت هم في أمس الحاجة إليه، مثمنين في هذا الصدد التعاون المسؤول والايجابي الذي لمسوه من طواقم سفاراتنا والذي تميز بالسرعة والايجابية في التعامل مع مشاكلهم وبالزيارات التفقدية المتكررة لهم.

وأشاروا إلى أن هذا التدخل الذي قامت به السلطات العليا في البلد لصالح المواطنين العالقين في هذه الدول قدم لهم مساعدة قيمة في ظل الظروف الراهنة التي تميزت ببعض الصعوبات، كاستمرار حالة الطوارئ ومنع التنقل وتزامن ذلك مع حلول شهر رمضان المبارك وما يتطلبه من احتياجات، مشيرين إلى أن هذا التدخل أظهر وقوف الدولة إلى جانب مواطنيها في مختلف الظروف.