عن المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج ؛ صدر حديثا كتاب " اللغة العربية فى التاريخ الإنساني " لمؤلفه الدكتور و الباحث الموريتاني محمدن ولد أحمد محمد على ؛ ... و يعد الكتاب إبحارا في محيط هذه اللغة العميق التى رأى المؤلف أنها تنفرد عن بقية لغات العالم التي يبلغ عدَدُها اليوم نحو 7000 لغة؛ بأن قارئَها المتعلمَ يفهم بغير صعوبة نصوصا مدونة بها منذ القِدَم.
فاللغة الفصحى التي يتكلم بها العرب اليوم ويكتبون بها هي نفسها التي تكلم بها امرؤ القيس( ت84 ق هـ 565م) وخـلَّـدَ بها روائعه الشعرية قبل نحو 1500سنة ؛ بينما يحتاج القارئُ الإنجليزي الحديثُ إلى دراسة خاصة للغة شكسبير( ت 1616م)-التي تعود إلى أربعة قرون فقط - لكي يفُكَ طلاسِمَها تماما؛ كما يحتاج القارئُ الفرنسي المعاصرُ إلى دراسة اللغة الفرنسية التي كتب بها شاعر فرنسا الخالد موليير( ت 1673م)لكي يفهمها.
فالعربية هي اللغة الوحيدة التي استمرت 1700سنة على الأقل محافظة على كيانها وهويتها وتماسُكها. ونـجَـت من مصير :الأكادية والٱرامية والعبرية والإغريقية واللاتينية:التي اختفت وحلت محلها لهجاتٌ مشتقة منها.
أما العربية فظلت تتعايش مع بناتها اللهجات بفضل القرٱن الكريم هذه اللغة العبقرية التي وصفها المستشرق الفرنسي إرنيست ربنان(ت 1892م )بأنها لم يعرف لها في كل أطوار حياتها طفولة ولا شيخوخة.
والعربية هي أول لغة في التاريخ البشري أنْـتِـجَـت بها علوم مثل الاستنساخ والتلقيح وظلت اللغة العالمية للطب والفيزياء والكيمياء والفلك والفلسفة لقرون كثيرة.
و اعتبر المؤلف أنها لغة عالمية تُحُدِّث بها في العالم الجديد (أمريكا )عندما وصل كولومبوس إلى جزر الأنتيل. وهي أيضا إحدى لغات حققت مجـدا وسؤددا لم تصل إليه أي لغة أخرى؛ وهي الٱرامية في العصر القديم؛ والعربية في العصور الوسطى؛ والإنجليزية في العصر الحديث. و سبق للمؤلف المقيم فى دولة الإمارات أن أصدر عدة كتب و بحوث .
و قد فاز المؤلف سنة 2017 بجائزة شنقيط للدراسات الإسلامية بالتناصف مع الدكتور يحيى ولد البرا وذلك عن عمله: الإعلام الغربي والإسلام.